من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم
للنبي - صلى الله عليه وسلم - خصائص كثيرة دلَّت على شرفه وكرامته على ربه سبحانه وعلى أنَّه خير وأشرف النبيين والمرسلين، وسيِّد الناس أجمعين، وأحبهم إلى ربِّ العالمين، وقد أفرد تلك الخصائص جماعةٌ من مصنـِّفي أئمَّة أهل العلم في كتبٍ مستقلة.
فمن تلك الخصائص:
1- ختم النبوة به، فإنَّه - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين وآخِر المرسلين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، وصَحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: "وخُتم بي النبيُّون"[1].
وإذا خُتِمت النبوة خُتِمت الرسالة، فلا يُبعث بعده نبيٌّ ولا رسول، ومَن اعتقد أنَّه يُبعَث بعدَه نبي أو رسول فقد كفَر، لكنْ جاءت النصوص الثابتة أنَّ عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل في آخر الزمان خليفةً للنبي - صلى الله عليه وسلم - في أمَّته، وحاكمًا بشريعته، "فيقتُل الدجال، ويكسِر الصليب، ويقتُل الخنزير، ويضَع الجزية، ولا يقبَل إلا الإسلام"[2].
2- عُموم رسالته لجميع المكلَّفين منذ بعَثَه الله وإلى أنْ يأتي الله بأمره، فيجب على المنتسِبين للشرائع السابقة وأتباع جميع النبيين الإيمانُ برسالته وتصديقُه واتِّباعه.
3- أنَّه سيِّد المرسلين؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيِّد الناس"[3]، وفي حديثٍ آخَر: "سيِّد ولد آدم"[4].
ولصلاة النبيين والمرسلين خلفَه - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ الإسراء والمعراج في المسجد الأقصى، فقد جمَع الله تعالى أرواحَهم في مثال أجسادهم، وصلُّوا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مؤتمِّين به عليهم جميعًا الصلاةُ والسلامُ.
4- أنَّه لا يتمُّ إيمانُ عبدٍ حتى يؤمنَ برسالته وعُمومها لجميع الناس؛ لقوله تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ [النساء: 65]، ولقد أخَذ كلُّ نبي من أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام على قومه، "أنْ إذا بُعِثَ فيكم محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - لتؤمننَّ به ولتتبعنَّه"؛ تحقيقًا لما أخَذ الله عليه من الميثاق بقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ﴾ [آل عمران: 81].
ومن أدلَّة عُموم رسالته قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ﴾ [سبأ: 28]، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾ [الأعراف: 158]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وكان النبيُّ يُبعَث إلى قومه خاصَّة، وبُعثتُ إلى الناس عامَّة"[5]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لا يسمَع بي يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ ثم لا يُؤمِن بي إلا دخَل النار"[6].
5- أنَّه صاحب الشفاعة العُظمى، فلا يُقضَى بين الناس إلا بشَفاعته، وهي الشفاعة العُظمَى التي يتخلَّى عنها أولو العزم من الرُّسل حتى تنتَهِي إليه، فيشفع فيُشفِّعه الله، ويأتي للفصل بين عِباده.
6- أنَّه أوَّل مَن يستفتحُ باب الجنَّة فيفتح له، وأوَّل مَن يدخُلها، لا يدخل أحدٌ قبلَه.
7- أنَّه صاحِبُ لواء الحمد يحمله - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، ويكون الحامدون تحته؛ لحديث: "وبيدي لواءُ الحمد ولا فَخر، وما من نبيٍّ يومئذٍ، آدم فمَن سواه، إلا تحت لوائي"[7].
8- أنَّه صاحب المقام المحمود؛ أي: العمل الذي يحمده عليه الخالق والمخلوق، وهذا المقام هو ما يحصل من مناقبه يوم القيامة.
9- وأيضًا فهو صاحب الوسيلة، وهي المنزلة العالية في الجنَّة، لا تنبغي إلا لعبدٍ؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: "وأرجو أنْ أكون أنا هو، فمَن سأل الله لي الوسيلةَ حَلَّتْ له الشفاعة يومَ القيامة"[8].
----------------------------------------------------------------------------------------------
[1] أخرجه البخاري برقم (3533)، ومسلم برقم (2287)، عن جابر رضي الله عنه، ولفظه: "جئتُ فختمت الأنبياء".
[2] أخرجه البخاري برقم (2222)، ومسلم برقم (155)، (242)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] في حديث الشفاعة الطويل، أخرجه البخاري برقم (3361)، ومسلم برقم (194)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[4] أخرجه مسلم برقم (2278)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[5] أخرجه البخاري برقم (335)، ومسلم برقم (521)، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
[6] سبق تخريجه.
[7] أخرجه الترمذي برقم (3615)، وأحمد في المسند (1 /281)، عن أبي سعيد رضي الله عنه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه أحمد شاكر في تحقيقه للمسند برقم (2546).
[8] أخرجه مسلم برقم (384)، عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
للنبي - صلى الله عليه وسلم - خصائص كثيرة دلَّت على شرفه وكرامته على ربه سبحانه وعلى أنَّه خير وأشرف النبيين والمرسلين، وسيِّد الناس أجمعين، وأحبهم إلى ربِّ العالمين، وقد أفرد تلك الخصائص جماعةٌ من مصنـِّفي أئمَّة أهل العلم في كتبٍ مستقلة.
فمن تلك الخصائص:
1- ختم النبوة به، فإنَّه - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين وآخِر المرسلين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، وصَحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: "وخُتم بي النبيُّون"[1].
وإذا خُتِمت النبوة خُتِمت الرسالة، فلا يُبعث بعده نبيٌّ ولا رسول، ومَن اعتقد أنَّه يُبعَث بعدَه نبي أو رسول فقد كفَر، لكنْ جاءت النصوص الثابتة أنَّ عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل في آخر الزمان خليفةً للنبي - صلى الله عليه وسلم - في أمَّته، وحاكمًا بشريعته، "فيقتُل الدجال، ويكسِر الصليب، ويقتُل الخنزير، ويضَع الجزية، ولا يقبَل إلا الإسلام"[2].
2- عُموم رسالته لجميع المكلَّفين منذ بعَثَه الله وإلى أنْ يأتي الله بأمره، فيجب على المنتسِبين للشرائع السابقة وأتباع جميع النبيين الإيمانُ برسالته وتصديقُه واتِّباعه.
3- أنَّه سيِّد المرسلين؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيِّد الناس"[3]، وفي حديثٍ آخَر: "سيِّد ولد آدم"[4].
ولصلاة النبيين والمرسلين خلفَه - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ الإسراء والمعراج في المسجد الأقصى، فقد جمَع الله تعالى أرواحَهم في مثال أجسادهم، وصلُّوا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مؤتمِّين به عليهم جميعًا الصلاةُ والسلامُ.
4- أنَّه لا يتمُّ إيمانُ عبدٍ حتى يؤمنَ برسالته وعُمومها لجميع الناس؛ لقوله تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ [النساء: 65]، ولقد أخَذ كلُّ نبي من أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام على قومه، "أنْ إذا بُعِثَ فيكم محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - لتؤمننَّ به ولتتبعنَّه"؛ تحقيقًا لما أخَذ الله عليه من الميثاق بقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ﴾ [آل عمران: 81].
ومن أدلَّة عُموم رسالته قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ﴾ [سبأ: 28]، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾ [الأعراف: 158]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وكان النبيُّ يُبعَث إلى قومه خاصَّة، وبُعثتُ إلى الناس عامَّة"[5]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لا يسمَع بي يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ ثم لا يُؤمِن بي إلا دخَل النار"[6].
5- أنَّه صاحب الشفاعة العُظمى، فلا يُقضَى بين الناس إلا بشَفاعته، وهي الشفاعة العُظمَى التي يتخلَّى عنها أولو العزم من الرُّسل حتى تنتَهِي إليه، فيشفع فيُشفِّعه الله، ويأتي للفصل بين عِباده.
6- أنَّه أوَّل مَن يستفتحُ باب الجنَّة فيفتح له، وأوَّل مَن يدخُلها، لا يدخل أحدٌ قبلَه.
7- أنَّه صاحِبُ لواء الحمد يحمله - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، ويكون الحامدون تحته؛ لحديث: "وبيدي لواءُ الحمد ولا فَخر، وما من نبيٍّ يومئذٍ، آدم فمَن سواه، إلا تحت لوائي"[7].
8- أنَّه صاحب المقام المحمود؛ أي: العمل الذي يحمده عليه الخالق والمخلوق، وهذا المقام هو ما يحصل من مناقبه يوم القيامة.
9- وأيضًا فهو صاحب الوسيلة، وهي المنزلة العالية في الجنَّة، لا تنبغي إلا لعبدٍ؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: "وأرجو أنْ أكون أنا هو، فمَن سأل الله لي الوسيلةَ حَلَّتْ له الشفاعة يومَ القيامة"[8].
----------------------------------------------------------------------------------------------
[1] أخرجه البخاري برقم (3533)، ومسلم برقم (2287)، عن جابر رضي الله عنه، ولفظه: "جئتُ فختمت الأنبياء".
[2] أخرجه البخاري برقم (2222)، ومسلم برقم (155)، (242)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] في حديث الشفاعة الطويل، أخرجه البخاري برقم (3361)، ومسلم برقم (194)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[4] أخرجه مسلم برقم (2278)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[5] أخرجه البخاري برقم (335)، ومسلم برقم (521)، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
[6] سبق تخريجه.
[7] أخرجه الترمذي برقم (3615)، وأحمد في المسند (1 /281)، عن أبي سعيد رضي الله عنه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه أحمد شاكر في تحقيقه للمسند برقم (2546).
[8] أخرجه مسلم برقم (384)، عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما